التقرير الإستراتيجي السنوي(2018) ـ تقدير موقف استراتيجي

مقدمة

شهدت المنطقة العربية عام 2018 متغيرات وتحولات مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي،أثرت بصورة عميقة في الحالة الإقليمية،من حيث العلاقات والتحالفات وأدوار القوى الفاعلة في المنطقة التي تشهد سيولة شديدة، وتمر بحالة إعادة تشكل لم تستقر بعد،وهو استمرار للأحداث التي مرت بها المنطقة منذ عام 2011.

إذ مازالت الأزمة الخليجية بين قطر والدول المحاصرة (السعودية،الإمارات،البحرين،مصر) مستمرة في حصد نتائجها السلبية على هذه الدول سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا،ومازالت مستمرة في تداعياتها الخطيرة على الحالة الإقليمية،وعلى مستقبل مجلس التعاون الخليجي،وإسهامها في زيادة حالة الإضطراب بالمنطقة.

وإذ تشهد المنطقة تناميا للمحاور الإقليمية في تعارض المصالح والصراع بينها على خلفيات ملفات،منها التمدد الإيراني في دول المنطقة،والتموضع الروسي في سورية،والدعم الإمريكي لأكراد سورية،ودعم إدارة ترمب لـ(إسرائيل) لما يسمى (صفقة القرن) مع استمرار حالة اللاستقرار في ليبيا والجزائر وتونس،وسيطرة حكم الفرد في مصر.

وفي الساحة الفلسطينية،راوحت جهود المصالحة بين حركتي(فتح)و(حماس)مكانها،وشهدت مدينة القدس تطورات مهمة على صعيد المواجهة الشعبية بين الفلسطينين وسلطات الاحتلال،خيث تواجه (صفقة القرن)تحديات ميدانية.

ومع توجهات لدول خليجية لتطوير علاقات سرية،فإن الكويت حالة استثنائية قومية في هذا الجانب.

وشهد العراق عام 2018 تحديات وتحولات مفصلية،وفي سورية متغيرات ميدانية ومصالح متضاربة بين القوى الإقليمية والدولية،كما يمر لبنان والأردن بركود اقتصادي وتحديات سياسية كبيرة،ومازال اليمن يعيش معاناة إنسانية مستمرة وفشلاً في المفاوضات السياسية.

وفي ضوء التطورات الكثيفة والمتسارعة في المنطقة،يغدو ملحاً قراءة ملامح البيئة السياسية الإقليمية بتحولاتها ومتغيراتها المختلفة،ويرصد تقدير الموقف الإستراتيجي 2018،الذي تصدره جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي،المتغيرات المهمة في المنطقة،ويستشرف مستقبل تطور معطيات البيئة الإقليمية،ويقف عند التحديات الأساسية التي تواجه المنطقة في عام 2019.

ولقد قدمت جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي هذا الجهد لأعوام 2015و2016و 2017،كتقارير منفصلة، ويصدر التقرير السنوي الرابع لهذا العام (2018) ليغطي مساحة العالم العربي والقوى الإقليمية والدولية التي تؤثر في جيو استراتيجيات المنطقة العربية،والتقريرـ كالعادةـ من 3أجزاء؛الأول ملخص تنتفيذي، والثاني تقرير عن حالة المشهد الجيواستراتيجي للمنطقة العربية،والجزء الثالث للحالة الجيواستراتيجية الإقليمية والدولية.

على أمل أن يستمر هذا الجهد الذي تقدمه جمعية مجموعة التفكير الاستراتيجي ليسهم في تطوير الأداء،ويشكل إضافة نوعية في عملية صناعة القرار السياسي.

ويجدر التنويه إلى أن التقارير التي تناولت الأوضاع في الساحات المختلفة أعدت من مراكز دراسات وباحثين تم تكليفهم بإعدادها،ولم تتدخل المجموعة في مضمونها؛بالتالي فهي تعبر عن قراءتهم للتطورات في تلك الساحات،فيما اقتصر دور المجموعة على إعداد ملخصات تلك التقارير،وقراءة الملامح العامة للحالة الإقليمية،والوقوف عند التوقعات والتحديات في المشهد الإقليمي.

وتتقدم جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي بجزيل الشكر للمراكز التي شاركت في هذا الجهد،والباحثين الذين ساهموا في إنجاز التقارير،والشكر موصول للأستاذ عاطف الجولاني،عضو جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي، لجهوده في تنسيق التحرير، والتقدير لمتابعة د.أشرف الشوبري، مدير جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي،كما تتقدم إدارة جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي بجزيل الشكر والامتنان لمركز أفق المستقبل للاستشارات في الكويت لدعمه ورعايته لإصدار هذا التقرير،آملين من الله سبحانه القدير النجاح والسداد

والله الموفق

                                                 محمد الراشد

                                        رئيس جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مجموعة التفكير الاستراتيجي

قيم الموضوع
(0 أصوات)
Go to top